عام من الساعة السوداء | ٥ حلقات

ساهم بإعداد هذه القائمة مو شقير وجنان شعيا.


بدأ برنامج ضرار كلش الأسبوعي على راديو معازف في وقتٍ قريبٍ من إطلاقها قبل حوالي العام، وأكمل حلقته الخمسين الأسبوع الماضي. غاص ضرار كل ثلاثاء في تاريخ الموسيقى السوداء وثورات الجاز الحر، واختتم كل شهر بحلقة خاصّة ركّزت على ثيمة واحدة وتعمّقت فيها. تنقّل ضرار بين أرشيفات عدّة في أمريكا وبريطانيا وجنوب إفريقيا، استعرض آثار الأسماء الكبيرة التي صنعت مشاهدها في الجاز مثل إريك دولفي وجون كولترين وتشارلز مينجوس وبيلي ديكسون، وتتبع تطور خصائص أسلوبيّة وتاريخ آلات رئيسية مثل البيانو والدرمز والساكسوفون.

نقدم لكم خمسة من حلقاتنا المفضّلة بعد أكثر من عام من الساعة السوداء.

١٢١ سنة من البيانو

انتقى ضرار في حلقته الخاصة عن البيانو ١٩ مقطوعةً لأهم العازفين أوجز بها ١٢١ سنة من التاريخ المجيد للآلة. ينطلق ضرار من نهاية القرن التاسع عشر، وبالتحديد من سكوت جوبلين الذي يعادل روبرت جونسون وأثره في تاريخ الجيتار والبلوز، ثم يقفز إلى مرحلة ما بين الحربين مع آرت طوطم ذو الأثر العميق على راي تشارلز، وفاتس والر أحد رواد مدرسة السوينج، بالإضافة إلى ماري لو ويليامز التي رافقت لويس آرمتسرونج ودوك إلينجتون.

ينوّع ضرار اختياراته للعقود المهمة الثلاثة التالية في تاريخ البيانو، من الخمسينات إلى السبعينات، ليلتفت إلى تطور أساليب العزف والتلحين والارتجالات في أعمال جون لويس الذي جلب تأثيرات أوروبية كلاسيكية مثل الفوجا والكونترابنط، وثيلونيوس منك رائد البيبوب والمبشّر بحقبةٍ معاصرة في تاريخ البيانو والجاز، كما شملت الاختيارات صن رع وأحمد جمال وآنتوني دايفيس.

يختم ضرار تأريخه لِـ ١٢١ سنة من البيانو بأسماءٍ من الحقبة المعاصرة مع المخضرمة جيري آلن وأسلوب ماثيو تشيب المعقّد في مقطوعته تون بوكت من ألبومه معادلة البيانو، أحد أهم الإصدارات الحديثة.

موسيقى المرأة السوداء

لا يكتفي ضرار بإرث الموسيقى الأفرو-أمريكية في هذا العرض، فيحفر في أعماق الشتات الإفريقي حول العالم من بريطانيا إلى جزر الكاريبي، دون أن يلتزم بخطٍ زمني معين. تتنوع اختياراته من عازفة الساكسفون الأمريكيّة في رِد التي زاحمت العازفين الذكور في الستينات، إلى اليافعة نوبايا غارسيا إحدى أهم أسماء مشهد لندن الفتيّ، ومن ساكسفون ماتانا روبرتس إلى تيشلو توميكا رايد.

من العتيق إلى الحديث

في أول حلقاته على راديو معازف، اختار ضرار عنوان ألبوم فرقة آرت إنسمبل أف شيكاغو من العتيق إلى الحديث، كما اعتمد على صورةٍ من إحدى حفلات الفرقة للغلاف اختزلت فلسفة اختياراته على امتداد وصلاته الخمسين، حيث يظهر عازف الترومبيت ليستر بُوِي محاطًا بأعضاء الفرقة الذين ارتدوا ثيابًا إفريقية ووضعوا رسومًا مستوحاة من تقاليد القبائل.

على امتداد ساعة وربع تقريبًا، يستند ضرار على إرث دوك إلينجتون وتشارلي باركر وميلز دايفيس، بالإضافة إلى أهم الثنائيات مثل مونك وجون كولترين وأبرز التشكيلات الثلاثية والرباعية في تاريخ الجاز. يحملنا فيما بعد إلى متاهاتٍ من التجريب مع دي جي سبوكي والإلقاء الملحمي للشاعرة كاماي آيوا مع فرقة الجاز الحر إريفرسبل إنتنجلمنتس التي تطالب بحنق:

“عند أي مرحلة سنأخذ موقفًا؟ / عند أي نقطة سنبدأ بالاكتراث؟”

الأوركسترا

لتسليط الضوء على دور الأوركسترا والفرق الكبيرة (Big Band) في تاريخ الجاز والارتجال الحر، اختار ضرار خمس تشكيلات تصدرتها أهم أسماء المجال؛ روسكو ميتشل وأنتوني براكستون وبيل ديسكون وسيسيل تايلور لاورانس دي بوتش موريس. يقدم ضرار كبسولةً زخمة رصّ فيها اختياراته التي تنوعت بين  تعقيدات الارتجال مع بوتش موريس إلى أسلوب بيلي ديكسون الريادي في الجاز الحر، بالإضافة إلى موسيقى الترنس الشبحية (Ghost Trance Music) التي ابتدعها أنتوني براكستون واستلهم ملامحها من السكان أمريكا الأصليين.

يقدّم عرض الأوركسترا لمحةً عن قدرة هذه الأسماء على تسيير الفرق الكبيرة والتلاعب بمساحات الارتجال مع النوطات المدوّنة.

الدرمز والساكسفون

يقدّم ضرار هنا عشر مقطوعات لأهم الثنائيات في تاريخ الموسيقى السوداء، جمعت بين عازفي طبول أيقونيين مثل رشيد علي وماكس روتش وأندرو سيريل، وعازفي ساكسفون تصدّرهم أرتشي تشيب وجون كولتران وتشارلز ليود. يسلط ضرار الضوء على دور تلك الثنائيات في تشكيل نواة فرق الجاز وتطوير مسار الارتجالات في جنراتها.

يمنحنا لقاء الساكسفون والدرامز تذوّقًا مختلفًا يتميز عن كلاسيكيات البيانو والترومبيت الشائعة، نظرًا إلى الخيارات الإيقاعية التي تمنحها الموسيقى السوداء من خلال الدرمز.