بعد أن دشّنت قناتها على يوتيوب بِأغنية الوقت مش بيعدي السنة الماضية، أصدرت المغنية المصرية للا فضة ثاني أغانيها المنفردة، آخر أيام المدينة. تعاملت الفنّانة مع صديقها المنتج عليان، الذي منح الأغنية طابعًا صوتيًا داكنًا واستعمل عيناتٍ من أصوات الحياة الليليّة في القاهرة سجّلها بنفسه، من هدير دراجات نارية في نفق الثورة وأبواق قطارات وصفارات إنذار وأجراس كنائس. دعّمت العيّنات حالة القلق والترقّب في الأغنية، وتوق للا فضة إلى الهروب من ديستوبيا المدينة الخانقة: “آخر أيام المدينة / آخر أيام العذاب / شايفاكو من فوق السحاب،” نحو “مكان سري ممكن نروحه / شوفته في حلمي قررت وجوده.”
حافظت المغنية على نفس التوجّه الإخراجي التقليلي في الوقت مش بيعدي، مع مشهدٍ مكرّر وتوزيعٍ لوني قاتم. اقترحت للا فكرة الفيديو على المخرجة زينة عبد الباقي، ولعبت دور فتاة مرتبكة وخائفة تمسك دميةً صغيرة وتحاول الهروب عبر سلّمٍ في إحدى عمارات القاهرة. علّلت للا فضة تأخرها في إصدار الأغنية برغبتها في مراكمة إصداراتٍ نوعية وتطلّباتها العالية في الإنتاج: “إنو الأرشيف بتاعي يكون أغاني أنا عارفة إنو لما أسمعها كمان أربعة سنين، بكون مبسوطة لسه.” أكملت للا فضة العمل على الأغنية منذ سنةٍ ونصف تقريبًا، وأعادت تسجيلها ومزجها وإتقانها مؤخرًا.